إنّ البحوث والدراسات هي حجر الزاوية لكل مشروع علمي وثقافي ووطني، وهي الأساس المعرفي في بناء قاعدة دراسية وبحثية موضوعية. تعتمد الحكومات والهيئات الرسمية والمنظمات الأهلية المختلفة في المجتمعات المتقدمة على نتائج البحوث والدراسات الاجتماعية ليس فقط في قراءة وتحليل واقعها فحسب بل في وضع المشاريع والخطط والتصورات المستقبلية.
لبحث العلوم الاجتماعية دور ريادي في استنهاض الطاقات (والهمم) المهنية، وخاصة الخلاقة منها، من اجل ترشيد السياسات الجماهيرية وتوجيه وتدعيم الجهود الشعبية والفعاليات الأهلية ومواكبة التحديات الجماعية وتفكيك القضايا المحلية والعامة، وذالك من خلال القيام بالدراسات والأبحاث وتوفير المعلومات الموضوعية والحيوية.
ويساهم بحث العلوم الاجتماعية في معالجة التحديات المعاصرة في الميادين الإنمائية والسياسية والفكرية، وفي مواجهة وتحليل العوائق التي تحول دون تغيير الواقع والنهوض به. وتقوم هذه الأبحاث على نقد الواقع بنجاحاته وإخفاقاته وبلورة وعي دقيق عن المجتمع وتشخيص معضلاته وتوفير المقترحات المهنية للحلول المناسبة، بالإضافة إلى مقاربة المسائل الفكرية والسياسية ومتابعتها نظريا وفي ميدان العمل على حد سواء.
للأبحاث أهمية إستراتيجية وحيوية في التصدي للشأن العام والمساهمة في تطويره وصيانة عافيته.